close

Bacaan / Qiroah Tema Sholahuddin Al Ayyubi – Bahasa Arab

القراءة* صلاح الدين الأيوبي*

من هو صلاح الدين الذي قصدنا إلى زيارة قبره ، إني أعتقد قطعا أنه ليس على وجه الأرض أحد إلا وهو يفهم قدر هذا البطل الكبير والفاتح الشهير كما يفهم وجود نفسه . كيف لا وهو الذي طبق صيته الخافقين ، وبلغت شهرته التي لم يسمح في غابر التاريخ ولا حاضره بمثلها لأحد من الملوك والسلاطين ولا غيرهم من العالمين . ولو لا أني لا أحكم على الغيب ولا أتنبأ بالمستقبل لقطعت بأن الزمان لم يعد يسمح بنظيره . *حلف الزمان ليأتين بمثله . . . إن الزمان بمثله لبخيل*. وليس لنا أن نفيض في وصفه ولا أن نطيل بذكر تاريخه بعد أن امتلأت بطون التواريخ بقصصه الطويلة وشرح أعماله الجليلة التي شهدت بها الناس جميعا حتى أعداؤه ومبغضوه . *ومليحة شهدت لها ضراتها. . . والفضل ما شهدت به الأعداء*.  ولكن لا بأس أن نورد في رحلتنا نبذة من تاريخه العطري تبركا بذكره الفخيم وتيمنا باسمه الكريم.

هو السلطان الملك الناصر صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن نجم الدين أيوب . ولد رحمه الله في تكريت سنة ٥٣٢ من الهجرة ، وقدم به أبوه إلى دمشق وهو رضيع فنشأ في حجره ، وكان أبوه إذ ذاك مستعملا على بعلبك. ولما ترعرع صلاح الدين ، أرسله المرحوم السلطان نور الدين الشهيد مع أمراء جيشه للحرب في مصر فأبلى فيها بلاء حسنا وأظهر من الشجاعة والبراعة ما أكبره وسما في أعين الناس ، ثم عاد إلى دمشق وأقام إلى أن أغار الصليبيون على مصر وكادوا يستولون عليها وكانت وقتئذ بيد الفاطميين فطلب نور الدين إليه أن يذهب الى مصر مع عمه شيركوه فأجاب عن ارتياح ونكل بالفاطميين وقطع خطبتهم وصار من هذا الحين نائبا في مصر إلى أن مات السلطان نور الدين فاستقل هو بحكمها ومن ذلك العهد أخذ يفتح البلاد فتوحاته الكثيرة حتى مات في مدينة دمشق في يوم ٢٧ صفر سنة ٥٨٨ ، وكان عمره لا يتجاوز ٥٧ سنة ، وكان رحمه الله غاية في الجود والكرم حتى قيل أنه لم يترك بعد وفاته سوى ٤٧ درهما وهي ثروة ربما ترك السائل لأولاده أضعاف أضعافها ولكنه البذل والسخاء والحنان والشفقة على المساكين و الفقراء تستنفد المال ولو كان مثل الجبل.

  Hukum Bacaan Mad Pada Surat Al Furqan Ayat 63

دخلنا قبة هذا الملك بجانب الجامع الأموي من جهة الشمال ورأينا حال دخولنا حديقة لا تزيد عن خمسة أمتار طولا في مثلها عرضا ، وهنا أخذتني هزة عندما رأيت صلاح الدين صاحب الحروب الصليبية والذي أخضع الجبابرة وأسر القياصرة والذي كان يضيق بهمته الشماء فضاء ما بين الأرض والسماء ينتهي أمره بسكنى هذا المكان الضيق وتكون حديقته أمتارا معدودة يوجد في مقابر البسطاء من الناس ما هو أكبر منها ، نعم *إن الميت في قبره لا ينتفع بسعة المكان كما لا يهمه شيء من زخارف الحياة* ، وإنما أسفي كان من أن الشرقيين وهم أعرف الناس بقدر هذا الفاتح المظفر لم يحفلوا به كما يحفل الغربيون بعظماء رجالهم مع أن الغربيين أنفسهم قد قدروا قدر هذا الرجل وليس هناك أدل على ذلك من إهداء إمبراطور ألمانيا إلى قبره إكليلا زهريا يسر الإنسان أن يرى منه برهانا على شعور جلالة الإمبراطور وأضرابه بقدر ما يحزنه أن لا يرى شيئا مطلقا من جانب الشرقيين عموما والمسلمين خصوصا على قبره .

مأخوذ من الكتاب

*الرحلة الشامية للأمير محمد علي*